قَوْلُهُ: «أَجْهَضْنَاهُمْ» ، يَعْنِي: أَعْجَلْنَاهُمْ بِالْقِتَالِ، فَكَشَفْنَاهُمْ عَنْهَا قَبْلَ إِدْرَاكِهَا، وَيُقَالُ: أَجْهَضَتِ النَّاقَةُ إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا قَبْلَ التَّمَامِ، وَالْجَهِيضُ: السِّقْطُ الَّذِي قَدْ تَمَّ خَلْقُهُ، وَنُفِخَ فِيهِ رُوحُهُ، يُقَالُ لِلنَّاقَةِ: قَدْ أَجْهَضَتْ إِجْهَاضًا، هِيَ مُجْهِضٌ، وَالْجَمِيعُ مَجَاهِيضُ إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا، قَالَ الْكُمَيْتُ:
وَالْوُلَاةُ الْكُفَاةُ لِلْأَمْرِ ... إِنْ طَرَّقَ يَتْنًا بِمُجْهِضٍ أَوْ تَمَامِ
وَالِاسْمُ: الْجِهَاضُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: أَجْهَضْتُ الرَّجُلَ، بِمَعْنَى: قَهَرْتُهُ وَأَذْلَلْتُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ لَمْ تُنْازِعْ قَطُّ رَجُلًا إِلَّا أَجْهَضْتَهُ وَأَمْضَضْتَهُ.
وَالْمُمِضُّ: هُوَ الْمُحْرِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
فَاقْنَيْ فَشَرُّ القَوْلِ مَا أَمَضَّا
وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: مَضَضْتُهُ.
قَالَ: وَالْمَلَّةُ عِنْدَ الْعَامَةِ هِيَ: الْخُبْزَةُ، وَهَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا يُقَالُ: خُبْزُ مَلَّةٍ، وَالْمَلَّةُ: النَّارُ الَّتِي يُخْبَزُ فِيهَا وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute