مُرَّةٌ كَالذُّعَافِ أَكْتُمَهَا النَّاسُ ... عَلَى حَرِّ مَلَّةٍ كَالشِّهَابِ
قَالَ: مُرَّةٌ فَأَنَّثَ، أَرَادَ كَلِمَةَ مُرَّةٍ، وَهِيَ فِي صَدْرِي عَلَى حَرِّ مَلَّةٍ، كَالشِّهَابِ: أَيْ كَأَنَّهَا مَلَّةٌ، تَلْتَهِبُ مِثْلَ شِهَابُ نَارٍ يَتَوَقَّدُ، وَتَقُولُ: أَطْعَمَنَا خُبْزَةً مَلِيلًا، وَأَطْعَمَنَا خُبْزَ مَلَّةٍ، قَالَ الشَّاعِرُ:
لَا أَشْتُمُ الضَّيْفَ إِلَّا أَنْ أَقُولَ لَهُ ... أَبَاتَكَ اللَّهُ فِي أَبْيَاتِ عَمَّارِ
أَبَاتَكَ اللَّهُ فِي أَبْيَاتِ مُعْتَنِزٍ ... عَنِ الْمَكَارِمِ لَا عَفٍّ وَلَا قَارِ
جَلْدِ النَّدَى زَاهِدٍ فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ ... كَأَنَّمَا ضَيْفُهُ فِي مَلَّةِ النَّارِ
وَعِطْفَا كُلِّ شَيْءٍ وَكُلِّ دَابَّةٍ: شِقَّاهُ مِنْ لَدُنِ رَأْسِهِ إِلَى وَرِكِهِ، قَالَ الْجَعْدِيُّ: بَيْنَا الْفَتَى يُعْجِبُ النَّاظِرِينَ مَالَ عَلَى عِطْفِهِ فَانْقَعَرْ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ثَنَى فُلَانٌ عِطْفَهُ، إِذَا أَعْرَضَ عَنْكَ وَجَفَاكَ، وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ:
لَكَاعِبٌ مَائِلَةٌ فِي الْعِطْفَيْن
بَيْضَاءُ ذَاتُ سَاعِدَيْنِ غَيْلَيْن
أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِي وَلَيْلِ الزَّيْدَيْن
وَعَقَبِ الْعِيسِ إِذَا تَمَطَّيْن
يَطْوِيَنَ أَجْوَازَ الْفَلَا وَيُطْوَيْن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute