والإسلام جاء لمحاربة الظلم والاستبداد والإقطاع، ولكن علماء السوء وحكام آخر الزمان أرادوا أن يجعلوا من الإسلام سندًا للظلم ودعامة للاستبداد والإقطاع ومورد رزق حرام للمفتين المأجورين الذين يسودون أوراقهم ليسكتوا المسلمين عن محاربة الظلم ومقاومة الاستبداد وقطع دابر الإقطاع، وما كان الإسلام ليقيم ما جاء بحربه والقضاء عليه، ولكنها عقلية الحكام الظالمين والمفتين المأجورين لا تتغير بتغير الزمان والمكان، ومن شأنها أن تظل مغلقة لا تتقبل الحقائق ولا تتفتح على الواقع حتى يأتيهم الطوفان وتأخذهم الصيحة من كل مكان.
هذا هو بعض شأن الإسلام الذي اختاره الله للناس دِينًا:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ}[آل عمران: ١٩]. ورضي للناس أن يتدينوا به. {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}[المائدة: ٣]، وأعلمهم أنه لن يتقبل منهم دينًا غيره:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران: ٨٥]، وحذرهم من أن يموتوا على غيره:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ١٠٢].
هذا هو بعض شأن الإسلام الذي جعله الله نورًا يخرج الناس من الظلمات، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويردهم