يا رؤساء الدول الإسلامية: إن مناصبكم وألقابكم لن تغني عنكم من الله شيئًا، وإن الله سائلكم وأسلافكم عن الإسلام والمسلمين، سيسألكم عن الإسلام الذي أصبح غريبًا في بلادكم، مهملاً في حكمكم. وسيسألكم عن المسلمين الذين فرقتهم وحدتهم، وضيعتم قوتهم، ومزقتم دولتهم وجعلتموهم أنتم وأسلافكم مثلاً على الفرقة المصطنعة، والقوة الضعيفة، والكرامة المهدرة، والأطماع التي تذل الرجال الكرام، توطئ ظهور الأبطال، وتضع أنوف السادة في الرغام.
يا رؤساء الدول الإسلامية لا تحرصوا على الإمارة والسلطان فإن مُحَمَّدًا - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:«إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ».
واعلموا أن الإمارة أمانة، فمن أخذها بحقها، أدى ما يجب عليه فيها سلم يوم القيامة، فأدوا الأمانات الى أهلها فإن الله سائلكم عنها، واذكروا قول الرسول الكريم لأبي ذر لما سأله أن يستعمله،: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الذِي عَلَيْهِ فِيهَا».
مَسْؤُولِيَّةُ عُلَمَاءِ الإِسْلاَمِ:
وعلماء الإسلام يحملون وِزْرَ ما نحن فيه وإثم ما أصيب