لا يحرص إلا على شيء واحد هو ألا يفهم الناس عنه أنه شيخ طريقة .. أو من الطامعين في المنفعة العاجلة.
ولقد حدثني أنه كان يدخل بلدًا من البلاد أحيانًا لا يعرف فيها أحدًا فيقصد إلى المسجد، فيصلي مع الناس، ثم يتحدث بعد الصلاة عن الإسلام .. وأحيانًا ينصرف الناس عنه فينام على حصير المسجد وقد وضع حقيبته تحت رأسه .. والتف بعباءته. ولا شك [أنه قد لقي في زياراته شيوخًا] وشبانًا، مثقفين وعوام .. وإنه قد استمع إليهم وقال لهم .. وأفاد منهم خبرة ضخمة واسعة .. أضافها إلى علمه وثقافته .. وإنني على ثقة من أن حسن البنا رجل لا ضريب له في هذا العصر، وأنه قد مر في تاريخ مصر، مرور الطيف العابر .. الذي لا يتكرر ..
«كان لا بد أن يموت هذا الرجل الذي صنع التاريخ وحول مجرى الطريق شهيدًا .. كما مات عمر وعلي والحسين، فقد كان الرجل يقتفي خطواتهم».
مات في عمر الزهر النضير، وفي نفس السن التي مات فيها كثير من العباقرة ورجال الفكر والفن .. وقضى وهو يسطع ويتألق.