عجزت كل وسائل الإغراء في تحويله عن «نقاء» الفكرة وسلامة الهدف.
لم يحن رأسه، ولم يتراجع ولم يتردد أمام المثبطات ولا المهددات .. وكان الرجل قذى في عيون بعض الناس، وحاول الكثيرون أن يفيدوا من القوة التي يسيطر عليها، فقال لهم:«إِنَّ أَنْصَارَهُ لَيْسُوا عَصًا فِي يَدِ أَحَدٍ، وَإِنَّهُمْ للهِ وَحْدَهُ». وحاول البعض أن يضموه إليهم أو يطووه، فكان أصلب عُودًا من أن يخدع أو ينطوي ...
وكان على بساطته التي تظهر للمتحدث إليه بعيد الغور إلى الدرجة التي لا تفلت متصلاً به أو متحدثًا إليه من أن يقع في شركه ... ويؤمن بالفكرة التي يدعو إليها ..
وكان لا يواجه إلا من يعترض طريق دعوته، وكان يستر من لم يكشف خصومته. وكان لا يهاجم عَهْدًا ما دام هذا العهد لا يحول دون الامتداد الطبيعي لدعوته وكان يدخر قوته للوطن، ويكبر نفسه ودعوته من أن يكونا أداة صراع داخلي .. وظن بعض الناس أن هذا ضعف ولين ومسايرة، وما كان كذلك، فالرجل بطبيعته لم يكن يحب الصراع في معركة جانبية، ولا يقبل توزيع قواه .. وإنما يؤمن بالتطور والانتقال من مرحلة