للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الإخوان من أن يأخذوا المعاني القوية الكامنة وراء مظاهر الصوفية فينقلوها إلى دعوتهم دون أن يتقيدوا بأثوابها القديمة أو مظاهرها التي لا تتفق مع روح العصر.

فلما أفضيت إليه بخواطري، في الخوف من أن يجتمع الناس جميعًا على دعوة واحدة، لا سيما وأن هناك من المواهب الإسلامية ما يحول دون ذلك.

قال لي: إن هذه الخلافات لا تحول دون ارتباط المسلمين، وإنها إحدى عوامل السعة ومقدرة الإسلام على مجاراة العصور والأزمنة والأقطار.

ونحن نعتقد أن الخلاف في فروع الدين أمر لا بد منه، وضرورة لا بد منها، وقد قال الإمام مالك للخليفة أبي جعفر المنصور حين طلب إليه أن يوطئ للناس كتابًا يجمعهم عليه: قال: «إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ تَفَرَّقُوا فِي الأَمْصَارِ وَعِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ عِلْمٌ. فَإِذَا حَمَلْتَهُمْ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ تَكُونُ فِتْنَةٌ». فضلاً عن أن التطبيق يختلف باختلاف البيئات، وقد أفتى الإمام الشافعي في مصر بغير ما أفتى به في العراق وقد أخذ في كليهما بما استبان له، ولذلك فإن الإجماع في الفروع مطلب مستحيل وهو يتنافى مع طبيعة الإسلام، ونحن نلتمس العذر لمن يخالفوننا في الفروع، ونرى أن هذا الخلاف

<<  <   >  >>