وكان ذلك على أثر ما نشرته بعض الصحف (١) من أنه من سلالة مغربية تعتنق الطريقة الشاذلية فكان مما أفضى به إلى أن الصوفية النقية البعيدة عن التعقيد هي من لباب الإسلام، وأنها هي الدرجة التي يصل إليها الرجل الحق. وأن الصوفية بالمفهوم الأصيل تمد الطبع بحب الجهاد والكفاح وافتداء الفكرة وأنه يجب أن يرقى أتباعه إلى هذه الدرجة، وأنه لا بأس
(١) كانت جريدة " الخبر " قد نشرت في ٣١ مارس ١٩٤٦ فصلاً من فصولها عنوانها «رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ وَفُرْسَانٌ بِالنَّهَارِ»، جاء فيه قول كاتبه: والذين يدرسون التصوف يعلمون أن الطريقة الشاذلية بقدر ما تحافظ على أساس الشريعة والتربية الإسلامية تحمل سرًا من أخطر الأسرار الوطنية الإسلامية لا يتنبه له إلى من درسوا تواريخ التغيرات في بلاد المغرب الأقصى والأدنى ومن يعلمون مدى نفوذ الصوفية في هذه البلاد وطريقة تربيتهم للمريدين، لقد استطعتم أن تفهموا أن الإخوان كانوا يعملون للتربية الروحية ثم اختاروا سبعة من الخلفاء للإشراف على الإعداد للجهاد. هذه الطريقة الشاذلية التي انتهت بالمختار والسنوسي وعبد الكريم، ثم بالأدارسة أولئك الذين يعتبرون من أكبر الأئمة الشاذلية هناك. إن الشاذلية عقيدة روحية سَرَقَهَا هتلر وموسليني وستالين - وهي الإعداد العميق والتربية النفسية والصلة بالله وحمل المريد على التطهر والتسامي لإدراك ما له وما عليه عن طريق العقيدة ثم تركه بعد ذلك ليدافع عن عقيدته دفاع المالك لا دفاع المقلد ولا المدفوع ولا الأجير ولا المجامل.