للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً) . (١)

وجاء في ثناء الرسول على ربه سبحانه (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) (٢) . والإشكال في هذا الحديث أنّه يدلّ على أنّ من أسماء الله تعالى أسماء لم ينزلها في كتابه، بل اختص بها بعض عباده، أو اختص بها نفسه، فلم يعرّفها أحداً من خلقه، بينما حديث أبي هريرة يدلّ على أن أسماء الله التسعة والتسعين كلها منزلة معروفة بدلالة قوله (من أحصاها) ، فالإحصاء لها لا يمكن ما لم تكن منزلة معروفة معلومة، ومن هذا ينتج أنّ ما استأثر الله بعلمه أو اختص به بعض خلقه غير التسعة والتسعين.

والحق الذي ينبغي أن يصار إليه أنّ عدد الأسماء التي عرّفنا الله إياها في كتابه، أو ذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم، تسعة وتسعون لا تزيد، لنصّ الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا العدد، ولقوله: (مَنْ أحصاها) ، وأنّ ما زاد على هذه التسعة والتسعين فهو مما لا نعرفه، لأنّه من مكنون علم الله أو مما اختص الله به بعض خلقه، وإلا فما فائدة تحديد عدد أسماء الله بتسعة وتسعين؟!

٢- تحديد أسماء الله الحسنى

أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ أسماء الله تعالى المنزلة التي يمكننا معرفتها وإحصاؤها تسعة وتسعون اسماً.

ولم يرد حديث صحيح يسرد هذه الأسماء سرداً لا يترك مجالاً للخلاف في تحديدها، بل وردت هذه الأسماء متفرقة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تذكر الآية الاسم والاسمين أو أكثر، أو تختم الآية بواحد أو أكثر، وقد تسرد الآيات جملة من هذه الأسماء.

وقد عني العلماء بجمع أسماء الله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما


(١) رواه أحمد في مسنده: ١/٣٩١، وعزاه ابن حجر في فتح الباري إلى أحمد وابن حبان، فتح الباري: ١١/٢٢٠.
(٢) صحيح مسلم: ١/٣٥٣، ورقمه: ٤٨٦.

<<  <   >  >>