للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يرجون أيَّام الله) [الجاثية: ١٤] .

ولا شك أن ما وصف به خالق السماوات والأرض من هذه الصفات حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفاً من التشبيه بالخلق، وأن ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.

حال النافين لصفات الكمال والجلال

وبعد أن بين الشيخ ما في منهج علماء الكلام من خلل، وفصل القول في المنهج القرآني الإيماني الذي كشف الحق وأنار الدرب ختم كلامه قائلاً:

" وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله - جلّ وعلا - لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجماً على ربّ السماوات والأرض، مدعياً عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به نفسه أنه لا يليق به، وأنه ينفيه عنه، ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص، فهذا جنون وهوس، ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم ".

<<  <   >  >>