للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صفة الاستواء صفة كمال لا صفة نقص

ولبيان عظم جناية علماء الكلام على صفات الباري ضرب الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - مثلاً بصفة عظيمة من صفاته هي صفة الاستواء، فقال: فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض، ونفاها كثير من الناس بفلسفة منطقية، وأدلة جدلية أبطلوا بها الحق، وأحقوا بها الباطل، قد تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام فنفوها عن ربِّ السماوات والأرض بأدلة منطقية.

فيقولون مثلاً: لو كان مستوياً على عرشه لكان مشابهاً للخلق، لكنه غير مشابه للخلق، فينتج أنه غير مستو على العرش. وهذه النتيجة باطلة لمخالفتها صريح القرآن.

وبين الشيخ - رحمه الله - أن صفة الاستواء صفة كمال وجلال، تمدح بها رب السماوات والأرض نفسه، والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله، التي هي منها، ثم استعرض النصوص التي وردت فيها هذه الصفة للتدليل على صحة ما قرره:

١- أول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف، قال: (إنَّ ربَّكم الله الَّذي خلق السَّماوات والأرض في ستَّة أيَّامٍ ثُمَّ استوى على العرش يغشي اللَّيل النَّهار يطلبه حثيثاً والشَّمس والقمر والنُّجوم مسخَّرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين) [الأعراف: ٥٤] ، فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال؟

٢- الموضع الثاني في سورة يونس، قال: (إنَّ ربَّكم الله الَّذي خلق السَّماوات والأرض في ستَّة أيَّامٍ ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلاَّ من بعد إذنه ذلكم الله ربُّكم فاعبدوه أفلا تذكَّرون - إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقّاً إنَّه يَبْدَأُ الخلق ثمَّ يعيده ليجزي الَّذين آمنوا وعملوا الصَّالحات

<<  <   >  >>