للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الباحثون المعاصرون يتحدثون عن عالم النحل (١)

تقدم العلم اليوم، وبتقدمه تعرفنا على كثير من عجائب الخلق وأسرار الكون، لقد أكد لنا العلماء ما عرفناه من قبل أن من أن عالم النحل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: النحلة الملكة، والنحلة الذكر، والنحلة الشغالة.

أما ملكة النحل فهي أم الخلية كلها، وجميع النحل في الخلية أبناؤها، ويكفي أن تعلم أن الملكة تضع في كل يوم تطلع فيها الشمس ما بين (١٥٠٠) بيضة إلى (٢٠٠٠) بيضة، بل يزيد العدد إلى (٣٥٠٠) بيضة. ويستمر هذا على امتداد موسم التكاثر الذي يبدأ من إقبال الربيع، وينتهي بانتهاء الصيف.

وما هذا العدد الهائل من البيض إلا لمواجهة النقص المستمر الذي يصيب خلية النحل، فالنحلة عمرها قصير، فهو يتراوح بين خمسة أسابيع وسبعة أسابيع، ولذلك فإنّ الخلية تحتاج إلى أجيال جديدة ترفد الخلية بأعداد كبيرة تواجه النقص الذي يلحق بها، كي تستمرّ الخلية في القيام بالواجبات التي يحتاج إليها عالم النحل، وحتى تستطيع الدفاع عن نفسها في مواجهة الأعداء والأخطار، ولولا ذلك لا نقرضت الخلية وبادت.

ومن بديع صنع الله في ملكة النحل أنها تضع بيضها في البيوت التي تبنيها الشغالة بمقاسات مختلفة، فالمقاس الكير يعده النحل لملكة المستقبل، والبيضة التي تضعها الملكة فيه تكون ملكة، والبيضة التي تضعها الملكة في البيت الأصغر حجماً ومقاسه ربع إنش تصبح نحلة ذكراً، أما البيضة التي تضعها في البيت الصغير ومقاسه خمس إنش فتنتج نحلة شغالة، بقي أن نعلم أن الملكة تضع مع بيضة النحلة الشغالة ثلاثة إلى أربعة حيوانات منوية لإخصابها، فتكون نحلة شغالة، بينما تضع، في بيت النحلة الذكر بيضة غير مخصبة.

ومن عجيب صنع الله في النحلة الملكة أنها لا تُلِّقحُ إلا في الهواء في أثناء طيرانها، ولذلك سّر عجيب، فالنحلة الذكر لا يمكنها تلقيح الملكة وهي


(١) المعلومات التي أوردناها في هذا المبحث مأخوذة من كتاب: ((النحلة تسبح لله)) ، لمحمد حسن حمصي، ولكن بتصرف كثير في الصياغة، والتقديم والتأخير والاختصار.

<<  <   >  >>