رابضة على الأرض، ذلك أن عضو التذكير عندها كامن، ولا يمكن ظهوره إلا إذا حلقت في الفضاء، وعند ذلك تمتلئ أكياس موجودة في النحلة الذكر بالهواء، فتنتفخ في أثناء الطيران، ويؤدي انتفاخها إلى الضغط على عضو التذكير، فيخرج من مكمنه.
ومن عجائب صنع الله في الملكة العذراء قدرتها على دعوة الذكر لتلقيحها، وذلك بأصوات تصدرها تدعو بها الذكور إليها، وتخرج من خليتها حائمة حولها مصدرة تلك الأصوات، وتستقبل الذكور هذه الدعوة لا في الخلية وحدها، بل في جميع الخلايا المجاورة، وتنطلق أسراب الذكور خلف الملكة، وهي تغذ السير منطلقة في الفضاء الرحب، ويفوز بتلقيحها أقوى الذكور وأشدها وأسرعها، ولكنه يفقد حياته بعد ذلك، ذلك أنه بعد تلقيحه الملكة يفقد عضو تذكيره، إذ يبقى عضوه فيها مما يسبب له نزيفاً يفقده حياته.
ويسأل القارئ عن كيفية سماع الذكور لدعوة الملكة، والجواب: أن الله زود كل نحلة بقرني استشعار، وهذان القرنان يتألفان من حلقات متصل بعضها ببعض، عليها عدد كبير من الثقوب، ويبلغ عدد الحلقات في الذكر اثنتا عشرة حلقة، في حين أن عددها في الشغالة أو الملكة إحدى عشرة حلقة.
وتبلغ عدد ثقوب الحواس الكائنة على قرن الاستشعار عند الذكر (٢٨٠٠) ثقبٍ، وفي الشغالة (٢٤٠٠) ، وفي الملكة (١٦٠٠) .
والحقيقة أن قرني الاستشعار في النحلة بمنزلة هوائي الإذاعة يستخدمه لالتقاط الأصوات الصادرة من الملكة، ولغير ذلك من الأصوات، كما تستخدمه في الشم والسمع واللمس.
وإذا فقدت النحلة الشغالة أو الذكر أو الملكة قرني الاستشعار فإنها لا تستطيع أن تقوم بدورها، ففيه يتركز معظم حواسها: السمع والشم واللمس كما سبق.
وتكوين النحلة الذكر يتناسب مع المهمة التي خلق من أجلها، فهو كبير