قوي، يأكل كثيراً، ولا يعمل شيئاً، فلا يجمع الرحيق، ولا يصنعه، ولا يبني، ولا يحرس، حتى طعامه، تضعه النحلة الشغالة في فمه، كل ما يستطيع القيام به هو تلقيح الملكة، ولذا فإن النحلة الشغالة بعد انتهاء مهمته تمتنع عن إمداده بالغذاء، وأكثر من هذا تهاجم الشغالة الذكور فتقتلها أو تطردها.
بقي أن نعلم أن عدد الذكور من النحل قليل بالنسبة لتعداد النحل، فلا يتجاوز عددها في الخلية الواحدة المائتين.
أما النحلة الشغالة فإنها تكون العدد الأكثر في الخلية، كما أنها العنصر الفعال فيها، وهي التي تقوم بالأعمال المختلفة، والمهمات الصعبة.
فهي التي تجني الرحيق، وتجمع غبار الطلع، وتصنع العسل، وتمدّ الملكة بغذائها الخاص، وتبني الأقراص التي يحفظ فيها العسل، وتربي فيها الأجيال الجديدة من النحل، وتحرس الخلية، وتقوم بتنظيفها، والمحافظة عليها، بل تقوم بتهويتها وتدفئتها.
والمهمات في الخلية موزعة في تخصصات وهذه التخصصات ترتبط بعمر النحلة، فلكل سن من النحل عمل يقوم به، وكلما امتد العمر بالنحلة فإنها تتحول إلى عمل آخر، وبذلك تقوم النحلة بعد أن تستكمل عمرها بالمرور على كل الأعمال والمهمات التي تحتاج إليها الخلية، ويلاحظ أن النحلة تبدأ بالأعمال السهلة التي لا تحتاج إلى جهد كبير، وتنتهي إلى أشق الأعمال وأصعبها وهي الجولان في الحقول، وجني الرحيق وغبار الطلع والماء، ثم صنع العسل وتخزينه، ونلاحظ أيضاً أنها تتدرج في الوظائف بحسب تكامل الخصائص التي يهبها الله إياها، فكل مهمة تصير إليها وتعمل فيها تتواءم مع تكامل أجهزتها التي تمكنها من القيام بالدور الجديد والمهمة الجديدة.
فالنحلة الشغالة في يومها الأول والثاني تقوم بمهمة تنظيف البيوت التي خرجت منها أجيال النحل التي تكامل خلقها، فتنظف هذه البيوت، وتعدها لأجيال أخرى، ولا تضع الملكة البيض في هذه البيوت إلا بعد أن