للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تتفحصها وتجدها نظيفة تماماً.

وفي يومها الثالث والرابع تقوم بدور الحاضنة ليرقات النحل الشغالة والذكور التي يزيد عمرها على ثلاثة أيام، فتقدم لها ما يسميه العلماء (بخبز النحل) وهو مزيج من العسل وحبوب اللقاح، تأخذه مما خزنته النحل في العيون السداسية.

وبعد اليوم الخامس حتى اليوم الثاني عشر من عمر النحلة تقوم بتغذية النحلة الملكة بالغذاء الملكي طيلة عمرها، كما تمدّ الغذاء الفاخر صغيرات الشغالة والذكور في يومهن الأول والثاني والثالث، والنحل يقوم بهذه المهمة في هذه السن (٥-١٢) لنمو غدد خاصة في هذه الفترة في جانبي البلعوم، تتمكن بها النحل من صناعة الغذاء الملكي.

وبعد اليوم الثاني عشر تتمكن النحلة من الطيران، ولكنها لا تذهب بعيداً، كل ما تفعله أن تتعلم وتتمرن، ومهمتها الرئيسية من اليوم الثاني عشر إلى اليوم الثامن عشر هو بناء الأقراص الشمعية التي تعد لتخزين العسل، وتربية أجيال النحل الجديدة.

والسبب في تخصصها بهذا الدور في هذه السن هو نمو أربعة أزواج من الغدد الموجودة على حلقات البطن، ومن هذا الشمع تقوم النحلة باستخدام فكيها في هذه السن ببناء تلك البيوت التي بلغت الغاية في الدقة والإتقان بأبعاد محددة وأشكال هندسية في غاية الروعة والتنظيم.

وفي اليوم التاسع عشر واليوم العشرين تقوم النحلة بتنظيف الخلية وحراستها، وبعد اليوم العشرين تقوم النحلة بالانطلاق إلى الحقول وجمع الرحيق وغبار الطلع وصنع العسل، وجلب الماء إلى الخلية، وهذه المرحلة الأخيرة تمثل الجزء الأكبر من عمر النحلة.

أجيال تذهب من النحل، وأجيال تأتي، ويترقى النحل في سلسلة متوالية من الأعمال تضمن القيام بالأعمال كلها باستمرار من غير أن تتخصص طائفة من النحل بعمل طيلة عمرها، ولكن التخصص يأتي في كل مرحلة من مراحل العمر.

<<  <   >  >>