للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سبحان الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي خلق هذه الكائنات الصغيرة، وعلمها أن تقوم بهذه الأعمال بمثل هذه الدقة والإتقان، إنه إبداع وإعجاز يدل على العليم الخبير.

ومن الإبداع الإلهي في النحلة هذا التكوين الذي أعطاه الله إياها، فقد جعل لها الباري سبحانه معدتين، إحداهما تستعملها لجمع المواد الأولية التي تستخلصها من رحيق الأزهار، أو تحمل بها الماء، وتنقله إلى الخلية، والمعدة الأخرى مخصصة للطعام الذي تهضمه وتتغذى به.

ومن عجب أن النحلة إذ تجمع في معدتها الأولى ما تجنيه من الرحيق، لا تكتفي بنقله، ولكنها في أثناء حملها له وتوصيله للخلية تقوم بعملية أولية لتحويله إلى العسل، وذلك بإفراز الخمائر اللازمة لتحقيق ذلك.

والنحلة تحتاج إلى غبار الطلع لأمور مختلفة في الخلية، وقد زودها خالقها بتجويف خاص لخزن هذه الحبوب في الوجه الخارجي لساق الرجل الخلفية، تسمى سلة الطلع، وجعل لها على الوجه الداخلي لرسغ الرجل الخلفية ما يشبه الفرشاة تستعملها الشغالة في تمشيط غبار الطلع وتكتيله تمهيداً لجمعه في سلة الطلع.

ومن العجائب المذهلة التي اكتشفها العلماء في النحلة، تلك الغدة التي في مؤخرة البطن، وقد سماها العلماء (غدة ناسانوف) ، وهذه الغدة تفرز رائحة خاصة، ومن العجيب أن نحل كل خلية يتعارف على رائحة تميز نحلها عن غيره، وتستطيع النحلة أن تعود إلى بيتها من مكان بعيد تهديها تلك الرائحة المميزة عن رائحة غيرها من النحل، وبوابو الخلية وحراسها يعرفون النحلة التي تتبع الخلية عن طريق تلك الرائحة المميزة المنبعثة من النحلة.

والعجب أن النحل قادر على التعارف على رائحة جديدة عندما يحصل ما يستدعي ذلك، فمثلاً عندما تخرج طائفة من النحل لتشكل خلية جديدة، فإن الخلية الجديدة تتعارف على رائحة جديدة، وعندما مزج العلماء بطريقة علمية طائفة من النحل مع طائفة أخرى وجدوا أن النحل بعد دمجه تعارف

<<  <   >  >>