للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد السلام، لعله من علماء القرن السادس أو السابع ذهب يدرس في العراق، والذي أرسله هو أحمد بن سليمان وما رجع إلا بشر مستطير، أهل العراق الذين يعتبرون من عبدة قبر الحسين وقبر علي بن أبي طالب ومن الغلاة في جعفر، حتى إن هارون بن سعد العجلي يقول وقد كان شيعيًّا:

ألم تر أن الرافضين تفرّقوافطائفة قالت: أمام ومنهمومن عجب لم أقضه جلد جفرهمبرئت إلى الرحمن من كل رافضإذا كفّ أهل الحقّ عن بدعة غداولو قيل إن الفيل ضبّ لصدّقواوأخلف من بول البعير فإنهفقبّح أقوام رموه ... بفرية ... فكلهم في جعفر قال منكرًاطوائف سمته النّبيّ المطهرابرئت إلى الرحمن ممن تجفّرابصير بعين الكفر بالدين أعوراعليها وأن يغدوا إلى الحق قصّراولو قيل زنجيّ تحوّل أحمراإذا هو وجه للإقبال وجه أدبراكما قال في عيسى الفرى من تنصّرا

والمتأخرون غيّروا وبدّلوا وظلموا المتمسكين بالسنة، فقد كان هناك رجل في ذمار من بيت الديلمي متمسك بالسنة، فجاء إليه رجل من بيت عقبان وهو يدرّس في البخاري فلطمه ثم تضاربا في المسجد، فخرج الشيعي يصيح في الأسواق: البخاري في المسجد، فجاء العامة، وكان المسجد قد أغلق خوفًا على الديلمي من أن يقتله العامة، وكان قد ذهب مع العامة شخص وهو لا يدري ما هم عليه، فقالوا: ما هو البخاري؟ قال: (ساع الدّم مهْفل) (١).

فهم ظلموا أهل السنة، وما انتشرت السنة إلا في هذه الأزمنة، وهذا من


(١) باللغة العامية ومعناه: مثل الهر شعره طويل.

<<  <   >  >>