للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله (١)}.

وأما الأثاث الذي اشتراه بأموال مسروقة، فننصحه بترك السرقة، وبترك الخيانة والخداع، فإنه إذا عامل الناس معاملةً إسلامية تعتبر دعوة، فقد دخل كثير من الإندونيسيين الإسلام بسبب أنه جاءهم أناس من الحضرميين فوجدوا منهم معاملةً إسلامية فدخلوا في الإسلام. أما إذا كان المسلم يسرق ويخون ويخدع ولا يفي بالوعد وربما يشحذ فهذا يعتبر منفّرًا عن الإسلام، ويعتبر آثمًا في هذا والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا)).

والمستشرقون واليهود يغتنمون هذه الأشياء ويشيعونها، من أجل أن ينفر الناس عن الإسلام، فقد أخبرني بعض إخواننا في الله أن يهودًا في أمريكا يلبسون الزي الإسلامي ويذهبون إلى الدكاكين يشحذون وليسوا من أجل الشحاذة، بل من أجل أن ينفروا عن الدين، وأن يقولوا للأمريكيين: إنكم إن أسلمتم فستكونون شحاذين. وهذه النصيحة ليست للسائل فقط، بل لجميع المسلمين الذين يعيشون بين الكفار فقد سئلت عن هذا عند أن نزلت مصرًا، وتأتي أسئلة عن هذا من كل مكان، ولم أكن قد عرفت الآثار التي تترتب على هذا، وهي التنفير عن الإسلام.

وإذا كان هذا الأثاث المسروق قد اشتراه قبل أن يسلم فإن الإسلام يجبّ ما قبله، وإذا كان يعلم أنه مسروق وقد أسلم فلا يجوز له، لأن الله عز وجل يقول: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان (٢)}.


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٧٥.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٢.

<<  <   >  >>