للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ تساوي بين صدق واضح ... وعظيم الأفك فيمن قد رحل

بل تساوي بين حق صادق ... ومع الباطل قامت بالعمل

أتساوي بصلاً في أكله ... بالذي يشرب من ذاك العسل؟

وانتخاب قد ترامى شره ... يخرج المرأة من جحر الخجل

بعد أن خاطب ربي نسوة ... أن وقرن (١) ذلك الفعل الأجل

أمر رب خالق سبحانه ... في كتاب فهو بالحق نزل

جعل الزوج ليرعى أهله ... وهو مسئول إذا شر حصل (٢)

وإذا الزوج تخلّى مرةً ... عن قوامته وأرخى للكسل

عاقب الرحمن من ذا صنعه ... بعقاب قدره قدر الزلل

لم يجد في دربه رائحة ... من جنان (٣) بل تردى بالشلل

كم فتاة خرجت من خدرها ... تطلب النصرة في ليت لعل

إذ بها راجعة خائبة ... بعظيم الأفك باءت والفشل

جعلوها سلعة معروضة ... لكلاب همها ذاك الأكل

عبر تصوير حرام قد مضى ... علمًا يظهر عن خير الرسل

كل من صوّر يومًا صورة ... نفخ الروح بها (٤) يا للخجل


(١) إشارة لقوله تعالى: وَقَرنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.
(٢) إشارة لما رواه الشيخان عَن مَعقِلَ بنَ يَسَارٍ -مرفوعًا- مَا مِن عَبدٍ استَرعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً فَلَم يَحُطهَا بِنُصحِهِ إِلاَّ لَم يَجِد رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.
(٣) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عَن ابنَ عُمَرَ مرفوعًا: كُلُّكُم رَاعٍ وَكُلُّكُم مَسئُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ.
(٤) إشارة لما رواه الشيخان عَن ابنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا: مَن صَوَّرَ صُورَةً في الدُّنيَا كُلِّفَ يَومَ القِيَامَةِ أَن يَنفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيسَ بِنَافِخٍ.

<<  <   >  >>