للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن شر الناس ذا منْزلة ... من يضاهي (١) خلقه عز وجل

كم فتاة خرجت في عطرها ... في جميل اللبس في أحلى الحلل

فغدت في شرعنا زانية (٢) ... حسبها في ذلكم أن تغتسل

ربما في بلدة قد رشّحت ... وإذا الشر عليهم قد هطل

أنه لا يفلح القوم إذا ... سوّدوا المرأة عن ذاك الرجل (٣)

جاء مصداقًا لما قد قاله ... خير رسل الله عن هذا الخلل

كم فتاة خرجت كاشفة ... وإذا الزينة تبدو والكحل

فتراها ثلة مسعورة ... لا تغض الطرف إلا من غفل

يترك الصندوق ذو صندوقه ... صار ولهانًا وأمسى في الغزل

عجبي من ثلة خائبة ... تطلب النصرة ممن قد سفل

كم قبيليّ تولى ساخرًا ... ولسان الحال يزري بالأسل

أن يرى قومًا أضلوا نهجهم ... ماتت الغيرة فيهم والخجل

فانتخابات حرام حسبها ... عند شيخي مثل طاغوت أطل

وادعيّ الخير قولاً راشدًا ... قلته أمسى نصيرًا للأول

وابن باز لو رأى آثارها ... في بلادي لارتضى الحكم الأجل

لن يقر الشر في أمته ... إذ به قد صار للخير محل

وصلاة الله تغشى المصطفى ... دائمًا تتلى على مر الأزل


(١) إشارة لما رواه الشيخان والنسائي عَن عَائِشَةَ مرفوعًا: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلقِ الله.
(٢) إشارة لما رواه أحمد وأبوا داود عَن أَبِي مُوسَى مرفوعًا: أَيُّمَا امرَأَةٍ استَعطَرَت ثُمَّ مَرَّت عَلَى القَومِ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ.
(٣) إشارة لما رواه البخاري في صحيحه عَن أَبِي بَكرَةَ مرفوعًا: لَن يُفلِحَ قَومٌ وَلَّوا أَمرَهُم امرَأَةً.

<<  <   >  >>