مشكلة التيار العلماني أنه مصمم لرؤية واحدة ذات هدف واحد. يجعل من ديننا مشكلة، فلا يرى فيه إلا ظلامية وتطرفا وعنفا وتخلفا ورجعية، بينما يتغاضى عن جرائم أولياء نعمته.
فالعسكر الذي يتحكم في الجزائر، ومن خلفه فرنسا، التي تتحكم في مصائر شعوب إفريقية عديدة، وتتدخل فيها تدخلا سافرا وتحول دون تقدمها ونهضتها وتدعم الديكتاتوريات فيها التي تحتاج إلى ترسانة أركون الجزائري الضخمة من المناهج لسبر أغوارها وتفكيكها وفضحها. علما أن دينه المعشوق «العلمانية» هي السبب في جميع تلك الجرائم.
ألم تكن فرنسا لما احتلت الجزائر وقتلت وشردت ونهبت علمانية إلى النخاع؟.
قتل ونهب ودعم للظلم والطغيان والاستبداد، كل ذلك في صحيفة العلمانية التي احتضنت أغلب العلمانيين وربتهم على عينها ودججتهم بالأسلحة الفلسفية والمعرفية، وجَيَّشت معهم مُطَّوعين للإجهاز على ما تبقى من القوة الحضارية للمسلمين المتمثلة في هذا الدين العظيم (١).
(١) وبهذه المناسبة أدعو الباحثين الإسلاميين إلى تأسيس علم جديد اسمه علم الاستلاب الفكري، يهدف هذا العلم إلى دراسة الاستلاب الغربي للعقول العربية والإسلامية وتدجينها لخدمة مشروعه الحضاري التغريبي، والبحث في مناهجه وأساليبه وطرقه وأهدافه ومخططاته وتاريخه، بدءا من زعيم التغريب رفاعة الطهطاوي ومرورا بطه حسين وقاسم أمين وانتهاء بأبناء السربون أركون وحنفي وغيرهم ..