للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالماورائيات والغيبيات، ولا يتم الخلاص من هذه الأعباء إلا عن طريق تحقيق النضج العقلي الذي تحققه العلمنة عبر آلياتها الثقافية والفكرية والفلسفية.

وعرفها كذلك (٢٨١) بأنها أنسنة الإلهي وتأليه الإنساني.

وعرفها محمود أمين العالم العلماني المصري بأنها ليست مجرد فصل الدين عن الدولة، وإنما هي رؤية وسلوك ومنهج.

وهي عند علماني آخر هو جلال أمين منظومة شاملة ورؤية للكون (الطبيعة والإنسان) تستند إلى ميتافيزيقا مسبقة، تطرح إجابات عن الأسئلة النهائية الكبرى، والعلمانية رؤية للكون تضم إيديولوجيات مختلفة (١).

إذن فالعلمانية حسب جلال أمين رؤية للكون تضم إيديولوجيات مختلفة (٢).

بينما جعل المسيري (٣) للعلمانية مفهومين:

١ - العلمانية الجزئية: وهي المعبر عنها بفصل الدين عن الدولة، أي فصل الدين عن عالم السياسة، وربما الاقتصاد، وربما بعض الجوانب الأخرى


(١) العلمانية تحت المجهر (١٠٩)، وزاد: ولكن هذا المسار يتجه في واقع الأمر نحو الغرب، فالنموذج الغربي في التنمية هو المثل الأعلى المطلوب احتذاؤه ... كل هذا يعني في واقع الأمر أن العلمنة هي شكل من أشكال التحديث والتغريب (التحديث في الإطار الغربي المادي) وكل هذا يتم تحت شعار العالمية والحياد والموضوعية.
(٢) تزعم العلمانية متمثلة في أهم نزعاتها، اللبرالية والماركسية أن آراءها هي ثمرة تقدم العقل البشري وأنها النتاج العلمي والطبيعي أو الاجتماعي للعالم، وهو نتاج عالمي محايد، مجرد عن الأحكام القيمية والميتافيزيقية، لا يحمل بصمات ثقافية أو حضارة بعينها. العلمانية تحت المجهر (١٠٩).
(٣) العلمانية تحت المجهر (١٢١). والعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (١٩٧ - ٢٢٠).

<<  <   >  >>