للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرى هويدي ضرورة القبول بشرعية التيار المعتدل المتصالح مع الدين.

وادعى هويدي والمسيري أن التيار المعتدل قابل للتعايش والحوار بخلاف الآخر.

ولي وقفة تصحيحية مع هذا الرأي فيما بعد إن شاء الله، وإن تحمس له المسيري وحكاه المسيري عن القرضاوي والعوا وطه جابر العلواني وجماعة سماهم التيار الإسلامي الأساسي (١).

لكني أشير إشارة إلى ما يلي: هذه الدعوة التي أطلقها هويدي وآخرون لا تعدو أن تكون شعارا لإبداء حسن النوايا فقط، أو بالأحرى للتظاهر بمظهر الاعتدال والوسطية، أو طلب ود التيار العلماني ومغازلته، لسبب بسيط هو عدم وجود ما أسماه التيار المعتدل داخل العلمانية باعترافهم هم.

وإلا فليخبرنا مَنْ مِن رموز العلمانيين الكبار هو معتدل؟ هل القمني الذي يقول بتضمن القرآن للأساطير والخرافات ويسخر من أحكام الشريعة؟ أم أبو زيد الذي يقول بأن القرآن منتج ثقافي؟ أم حسن حنفي الذي هدم أصول الإسلام كلها باسم التجديد؟ أم أركون المشكك في القرآن والسنة؟ أم طيب تيزيني؟ أم فرج فودة؟ أم فؤاد زكريا؟ أم غيرهم؟ ثم على فرض وجود معتدل، فالجميع يقف في صف واحد وفي خندق واحد في السراء والضراء، ويناصر بعضهم بعضا. وكم من عرائض كتبها مختلف العلمانيين دفاعا عن القمني وأبي زيد وعشرات غيرهم.

وزعم عمارة أن الخلاف مع من سماهم تيار العلمانيين الوطنيين والقوميين خلاف في الفروع لا في الأصول، وبين أنهم من يرفضون تبني الدولة للإسلام (٢).


(١) لا ندري ماذا يقصد بالأساسي؟ يعني هو ومن معه الأساسي وغيرهم من الإسلاميين ثانوي!.
(٢) الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين (١٤ - ١٥).

<<  <   >  >>