للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عدم معرفتنا بكلمات اللغة العربية التي أوقعتنا في هذا اللبس، يقول الله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣)} [يوسف: ٢٣]، ثم يحكي القرآن ويقول: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} [يوسف: ٢٤]، أناس كثيرون يظنون أن (همت به وهم بها) بمعنى أنه كان ينوي أن يقع معها في علاقة خاطئة، من الذي قال هذا؟

كلمة {وَهَمَّ} تعني أنه ينوي أن يفعل شيئا، فكلمة يهم وحدها لا تكفي، لابد من كلمة وراءها تفسرها، همّ بماذا؟ من همّ بحسنة ثم لم يفعلها .. ومن همّ بسيئة ثم لم يفعلها .. هممت أن أضرب .. هممت أن آكل .. هممت أن أسافر، بماذا هم؟

فلابد من الكلمة التي وراءها، لكن قوله (همّ بها) ليست بمعنى أنه همّ أن يقع بها .. ولقد فسرت آيات القرآن نفسها.

وقبل التطرق لتفسير آيات القرآن، أحذر من الإسرائيليات؛ لأن منهج بني إسرائيل هو إهانة الأنبياء، فعقيدة اليهود من بني إسرائيل كعقيدة منهجهم .. إهانة الأنبياء والتحقير من شأنهم، هذا مبدأ من مبادئ العقيدة عندهم ..

<<  <   >  >>