الرأى متروك لأطباء العيون ليقرروا هل فقد البصر ابتلاء من الله أم هو ناتج عن أمراض معينة؟
ثم قال بعد لغو طويل:" إذن المسألة ليست الصبر أو التعويض عن فقد العينين بالجنة!! المسألة كلها نقص فى المستوى العلمى آنذاك!! ".
والمرء يتحير فى هذا الغباء! هل يقال لمن أصيب بانفصال فى الشبكية مثلاً: انتحر فقد فقدت نور الحياة، أم يقال له اصبر واحتسب؟!
وهل الوصية بالصبر تعنى عدم التماس العلاج إن وجد إليه سبيل؟
لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوى والتماس العافية من أى سبيل ميسور.
لكن ما العمل إذا لم ينفع الدواء؟ أيقول الأنبياء للمرضى: موتوا بغيظكم. أم: اصبروا على قضاء ربكم، يأجركم يوم اللقاء بما يطيب خاطركم.
وذكر الكاتب حديث رسول الله فى الطاعون ثم أخذ يتخبط فى التعليق عليه، وتعليمات النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك تحصر الوباء فى أضيق نطاق ممكن لأنه يقول: إذا سمعتم بالطاعون فى بلد فلا تسافروا إليها ولا تخرجوا منها..
ولا شك أن الباقى فى بلد تحدثه نفسه بالفرار نجاة بحياته، بيد أن النبى الكريم يوصيه بالبقاء ـ منعاً للعدوى ـ كما أسلفنا، ويجعل لمن مات مصاباً أجر شهيد، وهى مواساة كريمة، ووعد مصدوق..
وبديهى أن يكون هذا الأجر الأخروى لمن يؤمن بالآخرة وحده، إذ ماذا ينتظر من الله منكر لوجوده، أو مفتر الكذب عليه؟!
لكن هذا الأسيوطى المسكين يسوق حديث البخارى فى هذا الموضوع على هذا النحو:
روت عائشة قالت:" سألت رسول الله عن الطاعون، فأخبرنى أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فى بلده فيمكث صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله إلا كان له أجر شهيد "(رواه البخارى وأحمد) .