إن هؤلاء الطلاب لم يعرفوا عن الإسلام شيئاً، والخطة الموضوعة " لتخريجهم " باعدت بينهم وبين الثقافة الإسلامية الناضجة، والسليقة الأدبية العالية، حتى إذا تركوا الجامعة بعد نيل " إجازاتها " خدموا كل شىء إلا دينهم، وأصبحوا فريسة سهلة لمبشرين محتالين أو أفاكين من النوع الذى قرأت هنا شبهاته ضد القرآن الكريم..
وما وقع فى " أسيوط " وقع قريب منه فى " الإسكندرية " ونتج عنه ارتداد بعض الفتية والفتيات.
إنهم مساكين غير محصنين بشىء ضد الإلحاد أو الشرك.
ولما كانت كتب السنة قد تضمنت أشياء تحتاج إلى بيان وتمحيص وكشف فلا بد من الوقوف قليلاً أمام ما أثاره هؤلاء الفتانون.
[نبى مرعب]
قال لى طالب جامعى بالإسكندرية: لقد أرونى كتاب البخارى، وقرءوا لى منه حديث " نصرت بالرعب " وتضاحكوا وهم يقولون: " نبى مرعب " ينشر دينه بالإرهاب، والاعتراف سيد الأدلة!!
وقلت للطالب: إن البخارى وغيره رووا هذا الحديث، وأريد أن أشرح لك المعنى الوحيد له مستعرضاً مواضع هذه الكلمة لا فى السنة الشريفة، بل فى القرآن الكريم، لتعلم أنها أتت فى سياق حرب " دفاعية " عن الحق " هجومية " على الباطل، لا عدوان فيها ولا إرهاب..
بعد هزيمة المسلمين فى أحد نزلت هذه الآية:" سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين "(آل عمران: ١٥١) .
وهزيمة أحد كانت فى أعقاب خروج المشركين من مكة، وشنهم الهجوم على الإسلام وأمته فى المدينة.
وقد استطاع المشركون إيقاع خسائر جسيمة بالمدافعين عن الدين وموطنه