للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجديد مما ترك آثاراً سيئة فى النفوس..

فأراد الله أن يواسى جراحهم، وأن يشعرهم أن القتال القادم سيكون لمصلحتهم، وأنه سيقذف الرعب فى قلوب المعتدين عندما يكررون هجومهم. فماذا فى ذلك من عيب؟

وجاءت هذه الكلمة عندما خان يهود بنى النضير عهدهم، وحاولوا قتل النبى صلى الله عليه وسلم، فجرد عليهم حملة ليؤدبهم، ولكن القوم ـ دون قتال ـ حل بهم الفزع، وقرروا الجلاء عن المدينة " ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب " (الحشر: ٢) .

وأخيراً ذُكرت هذه الكلمة عندما انضم يهود بنى قريظة إلى الأحزاب التى أحاطت بالمدينة تبغى دكها على من فيها، وأعلنت حصاراً رهيباً عليها.

وكان بنو قريظة قد أعطوا العهد من قبل على أن يعيشوا مع المسلمين فى سلام شريف، واعترف رئيسهم بأنه لم يجد من النبى إلا خيراً، ومع ذلك فقد انتهز الفرصة التى سنحت وأعلن الحرب الغادرة، وظن أنه سيقاسم المشركين الغنايم بعد الإجهاز على محمد وصحابته. ولكن قدر الله كان أغلب، لقد فض الله جموع المحاصرين " وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً " (الأحزاب: ٢٦) .

أإذا وقعت حرب الآن بيننا وبين إسرائيل، حرب جادة يستعلن فيها الإسلام وتتحد الكلمة ويتقدم ليوث محمد يطلبون إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة، وفزع اليهود لهذا الزحف الجديد، الواثق العنيد، أإذا حدث ذلك وسرى الرعب فى قلوب أعدائنا قيل عنا إننا إرهابيون؟

<<  <   >  >>