إننا ـ نحن المسلمين ـ نتقرب إلى الله عز وجل برحمة الناس وغير الناس والبذل من مالنا وجهدنا ووقتنا فى سبيل نفعهم، ولنا على كل شىء من ذلك أجر فى ميزان الله الذى لا يختل عنده ميزان.
وما أصدقها شهادة تلك التى بعث بها البطريرك (النسطورى الثالث) إلى البطريرك " سمعان " زميله فى المجمع بعد ظهور الإسلام حيث قال فى كتابه: " إن العرب الذين منحهم الرب سلطة العالم وقيادة الأرض أصبحوا معنا، ومع ذلك نراهم لا يعرضون النصرانية بسوء، فهم يساعدوننا ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلون الرهبان والقسيسين، ويعاونون بالمال الكنائس والأديرة ".
وما أصدق ما يقوله المؤرخ العالمى (هـ. ج. ويلز) فى كتابه: " معالم تاريخ الإنسانية " لقد تم فى
" ١٢٥ عاماً أن نشر الإسلام لواءه من نهر السند إلى المحيط الأطلسى وأسبانيا، ومن حدود الصين إلى مصر العليا ولقد ساد الإسلام لأنه كان خير نظام اجتماعى وسياسى استطاعت الأيام تقديمه، وهو قد انتشر لأنه كان يجد فى كل مكان شعوباً بليدة سياسياً: تسلب وتظلم وتخوف، ولا تعلم ولا تنظم، كذلك وجدت حكومات أنانية سقيمة لا اتصال بينها وبين أى شعب. فكان الإسلام أوسع وأحدث وأنظف فكرة سياسية اتخذت سعة النشاط الفعلى فى العالم حتى ذلك اليوم، وكان يهب بنى الإنسان نظاماً أفضل من أى نظام آخر ".
[تجليات العذراء، الرمح المقدس، الحقيقة العلمية المطاردة]
تقتعد خوارق العادات المكانة الأولى فى الأديان البدائية، وكلما وَهى الأساس العقلى لدين ما زاد اعتماده على هذه الخوارق، وجمع منها الكثير لكهنته وأتباعه.
والمسيحية من الأديان التى تعول فى بقائها وانتشارها على عجائب الشفاء، وآثار القوى الخفية الغيبية.
وبين يدى الآن نشرة صغيرة، على أحد وجهيها صورة العذراء وهى تقطر وداعة ولطفاً، وعلى ذراعها الطفل الإله يسوع يمثل البراءة والرقة. أما الوجه الآخر للصورة فقد تضمن هذا الخبر تحت عنوان " محبة الآخرين وخدمتهم "، وتحته هذه الجملة " حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع "(غل ٦: ١٠)" كانت السيدة زهرة ابنة محمد على باشا بها روح نجس، ولما علم أبوها أن " الأنبا حرابامون " أسقف المنوفية