إن تحريف الكلم عن موضعه شىء مألوف عند أعداء الإسلام.
لقد نصر الله نبيه محمداً بالرعب كما قال: فهلا قيل نصره فى أى قتال؟
إن أشرف قتال وقع على ظهر الأرض هو القتال الذى خاضه محمد وأصحابه..
ولقد شعرت بشىء غير قليل من الضيق وأنا أقرأ قول الكاتب الأسيوطى " توفى محمد عن ثلاث وستين سنة بعدما رفرفت راية التوحيد وطهرت الأرض من الوثنية فى أعقاب غزوات ضارية، متعددة بلغت تسع عشرة غزوة ـ كما يقول البخارى ـ هى على التوالى: العشيرة، بدر، أحد، الرجيع، رعل وذكوان، الخندق، بنو قريظة، ذات الرقاع، بنو المصطلق، الحديبية، خيبر، مؤتة، تبوك، الفتح، حنين، الطائف، ذات السلاسل، سيف البحر ".
وبغض النظر عن الترتيب التاريخى، ما رأى القارئ إذا قلت له: إن عشراً منها على الأقل لم يقتل فيها أكثر من عشرة أشخاص هم مجموع خسائر المشركين!!!
وأن جملة الوثنيين فى شتى المعارك الكبرى تتجاوز المائتين قليلاً.
وأن خسائر اليهود فى صراعهم مع الإسلام عدة مئات من القتلى..
هذه هى الغزوات الضارية المتعددة التى نشرت الإسلام كما يزعم الأفاكون!: خسائرها الحربية عشر، بل نصف عشر الفتنة التى وقعت بين الكاثوليك والبروتستانت فى عيد " سان بارتلميو ".
.. خسائرها قطرة دم أريقت لمنع العدوان، نعم قطرة بالنسبة لحمامات الدم التى صحبت تطبيق الشيوعية، وتوطيد سلطانها.
قطرة بالنسبة للألوف المؤلفة الذين ذبحوا فى صمت أو ضجة لدعم الحكم الفردى المطلق.
وبعد أن أحرقت رفات الضحايا سمعت أغرب صيحة فى العالم: إن الشيوعية تدعو للسلام!
والشيوعية فى هذا النفاق الفاجر تقلد الصهيونية والصليبية.. المتهم المسكين هو ديننا وحده!!