قرداً أو نكرة وإنما تزوجت رجلاً " ملء ثوبه "، أحببته لهذا، ولا بد أن يعجب غيرى من النساء! إننى لا أحمل له عاطفة الحب وحدها ولكن أيضاً الاحترام والتقدير!
قاطعها السائل: لا أهمية عندك إذن للإخلاص والوفاء؟
قالت وهى تأخذ رشفة من فنجان القهوة:" اسمع! أنا الآن أشرب هذه القهوة.. شعرت بحاجة إليها.. وها أنذا أستمتع بها.. هل يمانع أحد؟.. هل من حق زوجى إذا دخل الآن أن يلومنى قائلاً: لماذا شربت القهوة دون إذن منى؟ أقصد أن الخيانة العابرة ليست أكثر من فنجان قهوة بالنسبة لى.. لماذا أجعل لها من الأهمية أكثر مما تستحق؟ أليس من الجائز أن يستمتع هو فى غيابى أيضاً بقطعة موسيقى.. باستلقاءة فى الشمس.. بنكتة يسمعها من أحد زملائه؟ هل يوجد فرق كبير حقاً بين الاثنين؟ أقصد أن النزوات.. الغلطات العابرة ينبغى أن نتسامح فيها، فإذا تغير شعوره نحوى تماماً ونفض يده منى فهذا شىء آخر.. شىء يستحق حزنى، لكن حتى فى هذه الحالة لن تفيدنى الغيرة شيئاً! ".
والآن (ما زال الكلام للمجلة) هل أثارت دهشتك ردود هذه السيدة؟! إنها زوجة فرنسية.. ولا أعتقد أن كل الزوجات الفرنسيات يعتنقن هذا الرأى الجرىء والذى عبرت عنه فى حديث أجرته صحيفة " مارى كلير " مع بعض الزوجات.. لكن الذى لا شك فيه أن فى كلامها حكمة تفتح نافذة على نوع من راحة البال يحتاج إليه كثير من المتزوجين ".
وفى الصفحة رقم (٥) من هذا العدد علاج مماثل لقضية الزنا أو الخيانة الزوجية كما شاع على الألسنة، وهذه الكلمة المكتوبة تعليق على رواية للصحافى المشهور " توفيق الحكيم ".. فإن هذا " التوفيق حكيم " منح الرجل حق الزنا أو حق خيانة زوجته، وضن على المرأة بهذا الحق!! فجاءت مجلة " حواء " لترفع راية المساواة بين الجنسين، ولتطلب من الفنان الخليع أن يعيد النظر فيما كتب لأنه يعالج موضوعاً " يتعرض للكثير من التغير بين جيل وجيل ".
يقول المعلق الخسيس: " فأنا لا أقصد أن كل ما جاء فى الرواية فى حاجة لمراجعة، ولكن يكفى أن بعضها محتاج إلى ذلك، لكى يحمل رجل الاجتماع الذى يسكن فى أعماق الفنان أن يقول كلمة التطور والتغير اللذين أصابا المجتمع وبدلا من أوضاعه وأفكاره ".