المستشرقين، ويكتفى برأى يوحنا النقيوس الذى انفرد بذكر مقاومة الأقباط فى مصر للفتح الإسلامى مدة ١٢ عاماً دون مناقشة أو دليل ليخلص من هذا إلى أن الفتوح الإسلامية كانت قائمة على النهب والسلب وإشباع شهوة سفك الدماء (ص ٢٢١ ـ ٢٢٣) .
سابع عشر:
يذكر فى صفحة ١٨٠ أنه " كان لانتصار المسلمين فى أجنادين وقع عظيم بحيث اعتقد المسلمون أن هذا النصر من عند الله "، وهى عبارة تصدم العقيدة الإسلامية فى الصميم، لقد انتصر المسلمون قبل أجنادين، فهل كانوا يعتقدون أن هذا النصر من عندهم لا من عند الله؟
ولقد كانوا يحفظون القرآن الكريم وفيه قوله تعالى:" وما النصر إلا من عند الله "(الأنفال: ١٠) ، ولو كان للمؤلف الأغر أدنى معرفة بالعقيدة الإسلامية لعلم أن النفع والضر بيد الله وحده وأن الإنسان لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، فهل كان الصحابة ينكرون هذا ولم يعتقدوه إلا بعد انتصارهم فى أجنادين!!
ثامن عشر:
فى صفحة ٢٢٧، ٢٣٠ يرمى المؤلف الصحابة بالوحشية والإجرام فى فتوحاتهم الإسلامية، ويزعم أنهم كانوا قساة القلوب غلاظ الأكباد، لا يكتفون بحرق المزارع وهدم البيوت، وإنما يحاولون قهر الشعوب المفتوحة، وإرغامهم على دفع الجزية حتى ولو أسلموا، مخالفاً بذلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع المؤرخين، ثم يشتط فى أحكامه فيزعم أن العرب فى فتحهم لبرقة وطرابلس اكتفوا بفرض الجزية وأجازوا لأهلها بيع أبنائهم ليدفعوا الجزية، ولو رجع إلى المصادر الوثيقة لعلم أن الجزية لا تفرض إلا على القادرين ـ من غير المسلمين ـ على دفعها، وأنها تقابل فريضة الزكاة عند المسلمين، وأنها تنفق لتحقيق الصالح العام للجميع لا للغزاة الفاتحين، ولكنه لا يريد أن يعلم وإنما يلتزم الباطل التزاماً. ومن هذا ما زعمه من أن المسلمين " أرغموا أهل النوبة على أن يحملوا كل سنة إلى ولاة مصر ٢٦٠ رأساً من الرقيق غير المعيب المتوسط العمر!! ولو كان للمؤلف الأغر أدنى إلمام بالثقافة الإسلامية لعلم حرص الإسلام الشديد على تحرير الرقاب وأنه أهاب بالمسلمين أن يتقربوا إلى الله بتحرير الرقيق أى الرقاب، وأنه جعل هذا العتق كفارة بعض