للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥- جملة التعجب:

والتعجب أيضا من "الأساليب" الشائعة في العربية، وتستعمل فيه أنواع كثيرة من التراكيب، لكن التعجب "القياسي" المعروف له صيغتان:

ما أَفْعَلَه أَفْعِلْ به.

وهما جملتان مختلفتان من حيث النوع: فالأولى اسمية، والثانية فعلية على ما سترى في إعرابها، لكنهما تشتملان على فعلين: "أَفْعَل، أَفْعِلْ"، وهما فعلان جامدان ماضيان لا تلحقهما علامات تأنيث أو تثنية أو جمع. ومع أنهما فعلان ماضيان، فإنهما -في الأرجح- خاليان من الدلالة على الزمن إلا إذا كانت هناك قرينة تدل على ذلك، فنحن حين نقول:

ما أصبر المؤمن! أصبر بالمؤمن!

فإننا لا نتعجب من صبر المؤمن في وقت معين، وإنما هو تعجب عام، ومن ثم قال النحاة: إن جملة التعجب ليست جملة خبرية على الأغلب، بل هي جملة إنشائية تدل على إنشاء التعجب أو على "الانفعال" بشيء ما.

وهذان الفعلان لا يصاغان إلا بشروط معينة تفصلها كتب النحو، ونجملها لك هنا بأنه يشترط في صياغتها أن تكون من كل فعل ثلاثي متصرف قابل للمفاضلة مبني للمعلوم تام مثبت ليس الوصف منه على أفعل فعلاء.

فإذا استوفى الفعل هذه الشروط صحت الصياغة منه، وأعربته على النحو التالي:

ما أجمل السماء!

ما: اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

أجمل: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو١ عائد على ما. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.


١ انظر ص٥٠.

<<  <   >  >>