وهو العطف بحرف من حروفه المعروفة، ولعلهم سموه نسقا لأنه ينسق الكلام بعضه على بعض، بحيث يأخذ المعطوف نسق المعطوف عليه في أحكام معينة، ونوجز لك الحديث عن حروف العطف فيما يلي:
١- الواو: تفيد "مطلق المشاركة" أي أن المعطوف يشارك المعطوف عليه في الحكم دون النظر إلى ترتيب زمني أو غيره، مثل:
حضر زيد وعمرو.
فالعطف هنا يفيد مطلق اشتراك زيد وعمرو في الحضور؛ دون أن يدل ذلك على أن زيدا حضر قبل عمرو، أو معه، أو قبله بفترة وجيزة، أو طويلة، أو حضر بعده.
٢- الفاء: وتفيد الترتيب والتعقيب؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا دون أن تكون هناك فترة طويلة للمعطوف، مثل:
حضر زيد فعمرو.
فالفاء هنا أفادت حضور زيد أولا ثم عمرو "في عقبه" أي بعده بفترة وجيزة.
٣- ثم: وتفيد الترتيب والمهملة أو التراخي؛ أي أن الحكم يكون للمعطوف عليه أولا ثم يكون للمعطوف مع وجود فترة غير وجيزة، مثل:
حضر زيد ثم عمرو.
أفادت ثم هنا حضور زيد أولا، وحضور عمرو بعده بفترة؛ أي مع شيء من التراخي.
تنبيه:
الأحرف الثلاثة السابقة قد لا تكون حروف عطف بالضرورة؛ بل تدل -بكثرة- على "الاستئناف"، وعليك أن تتأكد أولا من وجود فكرة "الاشتراك" في الحكم حين تدل على العطف، وإلا فهي حروف استئناف.