للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في تفسيره (١). والعجيب أن الله - عز وجل - ذكر أن عددهم كبير كناية على كثرتهم، ما يوحي بعظم الأمر.

من الدروس المستفادة لنبينا وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولأمته من هذه الآية:

١ ـ كيف أن الله يرسل على يد أنبيائه المعجزات، فكما أن لهم معجزات، أيضًا كان لك من المعجزات، ولكل زمن معجزات تناسب حال زمانهم، لذلك جاء قوله تعالى في الآية رقم ٢٥٣ من سورة البقرة: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ ... اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}، وأن الله تعالى هو من بيده الحياة والموت، بيده كل شيء، وكل شيء عليه هين، وكيف أن الأنبياء رحماء بقومهم.


(١) قال أكثر أهل التفسير: كانت قرية يقال لها: داوردان قبل واسط بها وقع الطاعون، فخرجت طائفة منها وبقيت طائفة، فهلك أكثر من بقي في القرية وسلم الذين خرجوا، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا لبقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض لا وباء بها، فوقع الطاعون من قابل فهرب عامة أهلها، وخرجوا حتى نزلوا واديًا أفيح، فلما نزلوا المكان الذي يبتغون فيه النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه: أن موتوا، فماتوا جميعًا (١/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>