للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هناك شعور قلبي، مثالًا على ذلك، أننا لو حكمنا بالتفكير بالعقل، لعلنا لا نأكل حتى طعامهم، ولكن الشرع حلل ذلك، وهناك الأمور بيننا وبينهم، فيها نقاط مشتركة.

١ ـ الدرس المستفاد لنبينا وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من هاتين الآيتين: أنه ما دام أن الخبر فيه من بعد موسى، وهو زمن داوود -عليهم السلام- (١)، لعل منها إخباره - عليه السلام - بما سوف يكون لأصحابه من بعده، بتغيير وتأثير الدنيا عليهم، كما تغير قوم موسى - عليه السلام - من بعده، فالرؤية القلبية المستقبلية تحتاج إلى معرفة تاريخية في الماضي أيضًا، ولعله فيها كيف أن كل الأنبياء عانوا من قومهم، وأيضًا الاستعانة على الرؤية القلبية وقت الشدائد، فمناسبة الآيات أنهم كانوا في شدائد، وكذلك هي تسلية، وقصص ليثبت الله قلبه ولا يحزن.

ومن أمثلة الرؤية القلبية في نفس الآية السابقة، قوله تعالى:

{قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا}

فنبيهم تنبأ بحدث مستقبلي، وهو أنهم سيخلفون وعدهم ولن يقاتلوا، وفعلاً هذا ما حدث.

يقول تعالى: {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٢٤٦)}، وهذا من دلالات الرؤية القلبية.


(١) الوسيط للزحيلي (١/ ١٣٩).

<<  <   >  >>