تتحدث عن النور الذي يهبه الله للمؤمنين، ولا شك أن هذا النور ليس النور الذي تضاء به أماكن الجمادات، ولكنه النور الذي ينبع من قلب المؤمن ليرى ما حوله بوضوح.
أما عن الذين كفروا {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} عمى قلبي واضح بيِّن، فكيف يرون في الظلمات التي تقف حاجزًا أمام الإبصار.
الظلمات: الضلالة، والنور: الهدى، قاله مجاهد، وقتادة. وقول آخر أن الظلمات: الشك، والنور: اليقين، (١).
إذًا هناك علاقة بين النور والرؤية القلبية، لعلنا نقول إن الرؤية القلبية، هي الاهتداء للهدى؛ لذلك جاء في بداية وفواتح البقرة هدى للمتقين، أولئك على هدى من ربهم، يعني يهتدون بهدي ربهم الذي دلهم عليه سبحانه.
وجاء أيضًا في بداية السورة الكريمة، ولا يفصلها عن مقدمة السورة إلا آيات معدودة، قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (١٧)}.