للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما ذكرنا سابقًا أن الرحمة تكررت مرتين في هذه السورة العظيمة (١).

ولكن نلاحظ أن التوجيه للدعاء في سورة الفاتحة جاء بعد اسمي الله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣)}، فقد جاءت بعد ذلك الآية الكريمة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} بمعنى أن القارئ يدعو الله - عز وجل - باسمي الله، الرحمن الرحيم من أجل أن يتم نعمة الهداية عليه، فكلمة (اهدنا) من الهداية، والتي هي عكس الضلال، وهذا يدل على سعة الدعاء بهذين الاسمين الجليلين، وقد تقدم معنا أيضًا كيف أن أيوب - عليه السلام - دعا الله - عز وجل - بهذين الاسمين، وغيره من الأنبياء، وكانت دعوة أيوب - عليه السلام - ليست لمرضه فقط، بل لتغيير حاله، فقد وصل إلى أنه ابتلي بلاءً عظيمًا، ولا يوجد تفاصيل دقيقة صحيحة عما أصاب أيوب - عليه السلام - بالضبط، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ أيوب نبي الله لبث به بلاؤه ثمان عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخصِّ إخوانه، قد كانا يغدوان إليه، ويروحان ... الحديث) (٢).


(١) انظر ص (٣٩) من هذا الكتاب.
(٢) حديث صحيح، السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني (١/ ٥٣).

<<  <   >  >>