للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: المشار إليه وهو (الكتاب) باسم الإشارة (ذلك).

نستنتج عدة أمور:

١ ـ {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} إشارة للجميع، فالخطاب هنا عام لا يقصد منه فئة معينة بحد ذاتها، والقرآن نزل رحمةً للعالمين جميعًا، على سبيل المثال فلم يذكر يا أيها الذين آمنوا ذلك الكتاب، بل هو توجيه عام للجميع.

٢ ـ بما أن [ذلك] تدل على البعيدٌ فهذا فيه دلالة أن كلمة الكتاب في الآية السابقة يقصد بها اللوح المحفوظ في السماء فهو بعيد عنّا وليس معنا (١). وهذا ما تطمئن له النفس؛ لأن الآية فيها دلالة على أن هذا الكتاب هدى، وهذه الآية نزلت في بداية نزول القرآن، بمعنى أن القرآن لم يكن مكتملًا حينها، فيكف سيكون هدى؟ لأن القرآن يؤخذ كله. فليس جزء منه هداية بل كله هداية.

٣ ـ وهناك دلالة أخرى لمعنى البعيد، أي أنه بعيد عن أهل الباطل المغضوب عليهم والضالين ومن على شاكلتهم، بعيد


(١) انظر تفسير القرطبي (١/ ١٥٧). وقال الكسائي: "ذلك" إشارة إلى القرآن الذي في السماء لم ينزل بعد، ولعله يقصد وقت نزول هذه الآيات.

<<  <   >  >>