بدايةً نتبارك بنقل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يكون مراد البحث واضحًا في هذا الشأن، والذي يتجلى فيه الرؤية القلبية بوضوحٍ صريحٍ لا يقبل الجدل.
في حديثٍ طويلٍ سأل جبريل - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان، فقال - صلى الله عليه وسلم - (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)(١).
الشاهد من الحديث الشريف قوله - صلى الله عليه وسلم - أن تعبد الله كأنك تراه
ومن هنا يأتي السؤال عن ماهية تلك الرؤية، كيف نرى الله - عز وجل -؟ هل رؤيته - عز وجل - بالعين المجردة؟ ! !
وكيف يكون ذلك؟
لا يمكن تصور أن رؤيته - عز وجل - وتعالى وتقدس تكون بالعين المجردة بتاتًا، فهذا العضو الجارح لم يصل إلى هذه المرحلة، الضعيف المحدود القدرات، لا ولن يصل ولا يستطيع رؤية مثل هذه الأمور، ولا يستطيع تخيل أي شيء، إلا إذا كان محسوسًا أمامه في عالم الدنيا، ولن يصل لمرحلة رؤية الله - عز وجل -، فهي مرحلة بحاجة إلى أمرٍ آخر لا تستطيعه الأجزاء العضوية في الإنسان (قلب عقل عين)، لأن
(١) مقطع من حديث طويل، في صحيح مسلم (١/ ٣٦) حديث رقم [٨] والحديث عند البخاري أيضا.