للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظرية (١) (الرؤية (٢) القلبية (٣) (٤) في سورة البقرة.


(١) قضيَّة تُثْبَت صحَّتُها بحجَّةٍ ودليل أو برهان، انظر معجم اللغة العربية المعاصرة (٣/ ٢٢٣٣).
(٢) رؤية: بالبصر، التعريفات (١٠٩)، وجل كتب التعاريف واللغة المعتبرة يعرف الرؤية بأنها رؤية عين ورؤية قلب، وانظر تاج العروس (٨/ ١٠٢).
(٣) ونقصد القلب وهو: لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق، وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان وهو المدرك العالم العارف من الإنسان وهو المخاطب والمعاقب والمعاتب والمطالب، ولها علاقة مع القلب الجسماني، وقد تحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته، فإن تعلقه به، يضاهي تعلق الأعراض بالأجسام، والأوصاف بالموصوفات، أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة، أو تعلق المتمكن بالمكان، وشرح ذلك مما نتوقاه لمعنيين، إحياء علوم الدين للغزالي (٣/ ٣).
(٤) أقصد من الرؤيا القلبية، الشعور الذي يخرج من أعماق الإنسان بإحساس صادق، وكأنه يحذره أو يقوده إلى أمر ما، ذلك الشعور لا يستطيع الوصول له عن طريق تفكيره العقلي، ونظره البصري، وغالبًا ما يدل على أمور غير محسوسة، وهو الشعور الذي لا يعتمد على الاستنتاج العقلي أو الحسي، مثل الإلهام نموذجًا، ويمكن أن يستدل به على حدث مستقبلي، وكيف نخطط للأمور المستقبلية أيضًا، وأمور لا ترى بالعين المجردة، وفي الحديث: (إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسم) حسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم (١٦٩٣). ومما جاء في الباب، يقول الملا علي القاري: (الفرق بين الإلهام والفِرَاسَة: أنَّها كشف الأمور الغيبيَّة بواسطة تفَرُّس آثار الصُّور، والإلهام كشفها بلا واسطة). مرقاة المفاتيح: (١/ ٢٨٠).
أما الفراسة الإيمانية، فيقول ابن القيم في (مدارج السالكين ٢/ ٤٥٣): حقيقتها أنها خاطر يهجم على القلب ينفي ما يضاده، وسببها: نور، (والنور معروف عنه أنه يوضح الرؤية، ويجعل الإنسان يرى في الظلمة) يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والحالي والعاطل، والصادق والكاذب. اهـ.
والإلهام والبصيرة كلها تندرج تحت الرؤية القلبية، وهناك فروقات بينهما، وتظهر في تدبر الآيات التي بمعنى الرؤية القلبية، والبصيرة ذكرت مرتان في القرآن الكريم فقط، الرؤية القلبية تعدد ذكرها في أكثر من موطن، وهنا يكمن بعض الفرق، وجل التعاريف تصب بأنها نورٌ يخرج من القلب.

<<  <   >  >>