للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضًا هي جزء من الوحي (١)، فلعل الأمر في الرؤية القلبية المذكورة في الآيات، في سورة البقرة، تلميح أن أمته لها نصيبٌ من تلك الرؤية القلبية التي وهبها الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، كما أن ذلك في الرؤيا الصالحة والتي دلت عليها أحاديث كثيرة، أنها جزء من النبوة، وحديث: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة) (٢) يبين ذلك.

فسميت نبوة، مع أن من يراها هو من أمته - صلى الله عليه وسلم - في الأغلب (٣).

وأن من أقسام الخطاب في القرآن الكريم (٤)، ما هو لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، ومنها ما هو لأمته - عليه السلام -، والآية التي تذكر بين جنبيها موضوع الرؤية القلبية في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي


(١) يقول الإمام القرطبي يرحمه الله في موضوع الرؤيا: (المسلم الصادق الصالح هو الذي يناسب حاله حال الأنبياء، فأُكرم بنوع مما أكرم به الأنبياء، وهو الاطلاع على الغيب ... الخ، فتح الباري (١٢/ ٣٦٢).
(٢) صحيح البخاري (٩/ ٣١) حديث رقم [٦٩٩٠].
(٣) ومن رآها وهو غير مؤمن، فهي تزكية للرؤى وليس للرائي، وهي أيضًا، أن رحمة الله تعم الجميع فمن الممكن أن يراها.
(٤) نقل كلام ابن الجوزي يرحمه الله من كتابه (النفيس) أكثر من ثلاثين نوع، ومنها خطاب الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، النفيس كتاب مفقود، ولكن نقل عنه السيوطي يرحمه الله في الإتقان فهو المرجع (٣/ ١٠٩)، وانظر تفسير جزء عمّ، للعلامة ابن عثيمين يرحمه الله (ص ١٥٦).

<<  <   >  >>