للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول الدكتور "إرهاس" طبيب الإرسالية التبشيرية في طرابلس: فإنه يجب على طبيب الإرسالية التبشيرية ألا ينسى أبدا لحظة واحدة أنه مبشر قبل كل شيء ثم هو طبيب بعد ذلك.

ولقد خطب القسيس "هاريك" في جموع المبشرين مبيِّنًا لهم كيفية التعامل مع المسلمين قائلا: إن ترجمة الإنجيل وكتب التبشير إلى اللغات الإسلامية أكثر فائدة وأتمّ نفعا؛ لأنه بمجرد شراء المسلمين لكتب المبشرين ومطالعتهم لها تتبدد أوهامهم القديمة عن المسيحية، وأما الجدل والمناظرة فيبعدان المحبة التي لها وقع كبير على قلوب الغير وتأثير مضاد على نشر النصرانية، فالمحبة والمجاملة هما آلة المبشر؛ إن طريق الاعتقاد غايته دائما القلب، ويجب على المبشر أن يتحلى دائما بمبدأ المسيحية قبل أن يتغنى بالأمور النظرية، كما يظهر للمسلم أن النصرانية ليست عقيدة دينية ولا دستورًا سياسيًّا بل هي الحياة كلها.. إنها تحب العدل والطهر، وتمقت الظلم والباطل، ونفتح للمسلم مدراسنا ونتلقاه في مستشفياتنا، ونفرض عليه محاسن لغتنا، ثم نقف أمامه منتظرين النتيجة بصبر ونتعلق بأهداب الأمل؛ إذ المسلم هو الذي امتاز بين الشعوب الشرقية بالاستقامة والشعور بالمحبة ومعرفة الجهل، وبهذه الطريقة فقط يمكن للمبشر أن يدخل إلى قلوب المسلمين١.

وسبق أن قلنا إن أهداف الاستشراق قد تلتقي مع أهداف التبشير في كثير منها لكن ذلك لا يعفينا من التنبيه إلى أهم أهداف التبشير في العالم الإسلامي عموما وفي منطقة الخليج بصفة خاصة.


١ الخالدي: ص١٠٤-١٠٦.

<<  <   >  >>