تنوعت اهتمامات المستشرقين بالإسلام وتعددت اتجاهاتهم، بحيث شملت كل فروع الثقافة تقريبا، وأسسوا مدارس وأقساما في الجامعات الأوربية تخصصت في هذه الدراسات الشرقية، واستقدموا لها بعض أبناء العالم الإسلامي؛ ليتعلموا بها عن طريق المنح الدراسية، وعن طريق التبادل الثقافي بين الجامعات، وحصل كثير من أبناء العالم الإسلامي على درجاتهم العلمية من هذه الجامعات الأروبية، ومن جهة أخرى عملت بعض الدول الأوربية على إنشاء جامعات ومدارس في كثير من البلاد الإسلامية تعمل تحت إشرافها العلمي وخططها الدراسية، ولا تكاد تخلو بلد إسلامي من هذا النوع من المؤسسات التعليمية التي تخضع في تمويلها ومناهجها العلمية لدول أوربا، وفي معظم الأحوال فإن أبناء هذه المدارس وخريجيها يكون ولاؤهم الثقافي والحضاري والسياسي لهذه الدول التي تلقوا تعليمهم فيها أو تحت إشرافها.
ومن الجهود التي قام بها المستشرقون، أنهم قاموا بوضع الموسوعات العلمية الإسلامية مثل دوائر المعارف المختلفة مثل دائرة المعارف الإسلامية، والقاموس الإسلامي، والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث، ورغم الأخطاء الكثيرة التي وقعت في دائرة المعارف الإسلامية وفي المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، إلا أن هذه الأعمال قد أدت خدمات جليلة للباحثين ووفرت كثيرا من الجهد والوقت.