للدرسين، والأخطاء التي وقعت في هذه الدوائر المعرفية قد انتقلت منها إلى كثير من أعمال الدارسين، وقبلوها على أنها قضايا مسلمة وشاعت هذه الأخطاء بين المهتمين بالدراسات الإسلامية من العرب وغيرهم.
كذلك امتدت نشاطات المستشرقين في مجال الدراسات العربية والإسلامية فعقدوا المؤتمرات والندوات وألقوا المحاضرات في الجامعات العربية والإسلامية، فضلا عن تأليف الكتب والاشتغال بتحقيق التراث العربي والإسلامي في مجالات كثيرة كما تسللوا إلى المجامع اللغوية في كثير من البلاد، فأصبح بعضهم أعضاء عاملين في مجمع اللغة العربية بمصر، وفي سوريا، وبغداد، والمغرب وتونس، ولا تكاد تخلو جامعة أوربية الآن من قسم متخصص في الدراسات الشرقية والإسلامية، وكانت أكثر دول أوروبا اهتماما بهذه القضية هي فرنسا، فأنشأت بها أقدم مدرسة للدراسات العربية منذ القرن الثاني عشر في "دايمس" بأمر البابا سلفستر، ثم مدرسة شارتر سنة ١١١٧م، وأنشأ البابا هونوريوس معهدا للغات الشرقية سنة ١٢٨٥م، كما أنشيء أخيرا كرسي للغات الشرقية الدراسات الإسلامية بباريس والسوربون، فضلا عن المدارس الكثيرة التي انتشرت في أنحاء كثيرة من فرنسا لهذا الغرض، ثم أنشأت فرنسا معاهد كثيرة في البلاد الإسلامية التي احتلتها، فأنشأت المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بمصر في المنيرة سنة ١٨٨٠م، وأنشأت كلية بورجاد في تونس سنة