اهتم العرب بهذه العلوم في فترة مبكرة من التاريخ فلقد اشتغل خالد بن يزيد الملقب بحكيم آل مروان بعلم الكيمياء في القرن الأول للهجرة وانتدب لذلك جماعة من مدرسة الإسكندر بمصر سنة ٦٨٣م، وأمر أحدهم وهو اصطفن الإسكندري بنقل كتب الكيمياء إلى العربية حتى يقف العرب على حقيقتها، ولعل هذه أول ترجمة حدثت في الإسلام، ثم جاء جابر بن حيان، فبلغ في ذلك شأنًا عظيمًا، على أن مجهودات البيروني وابن الهيثم والكندي في هذه العلوم لا يجهلها أحد من المشتغلين بها، ويكفي أن كتاب "المناظر في البصريات" لابن الهيثم في قوانين الضوء يعد جزءًا من العلم الحديث إلى اليوم خاصة إذا علمنا أن كتب ابن الهيثم ترجمت إلى اللاتينية في زمن متقدم على النهضة الحديثة، ولقد أفاد منه روجر بيكون سنة ١٢٩٢ وجون بكام سنة ١٢٩١هـ ومما يدعو إلى الدهشة حقًّا أن عالما متقدما كابن الهيثم