قد راودته فكرة بناء السد العالي للانتفاع بنيل مصر قبل تنفيذ هذه الفكرة بما يزيد على الألف عام.
ومن الذي يستطيع أن ينكر فضل العرب في الطب بعد أن ذاعت شهرة الأطباء العرب في أوربا كلها عبر العصور الوسطى، فلقد عرف العرب الطب والتشريح وعلوم الصيدلة في وقت مبكر من التاريخ ابتداء من الكندي والرازي وعلي بن العباس، كما ظهرت المؤلفات الطبية في الفكر العربي، أما كتاب القانون لابن سينا فأشهر من أن يشار إليه، فلقد اعتبرته الجامعات الأوروبية أهم مرجع في الطب في العصور الوسطى، فكان يدرَّس في مدارسها وجامعاتها على حد سواء، ولقد ترجمه إلى اللاتينية "جيزار الكريموني المتوفى سنة ١١٨٧م" في طليطة، ولم تكد طبعته اللاتينية تظهر في حوالي سنة ١٤٧٣م حتى لقي الكتاب شهرة كبيرة فنقل إلى اللهجات المحلية وأول من اعتراف بالقانون كمراجع أساسي في الطب هي جامعة بولونا في القرن الثالث عشر للميلاد، حيث أنشئت كلية العلوم في تلك الجامعة سنة ١٢٦٠م ومنذ ذلك التاريخ بدأ قانون ابن سينا غزو جامعات أوربا وإنجلترا واسكتلاندا، وأصح هذا الكتاب يمثل نصف المقررات الطبية في أواخر القرن الخامس عشر.
وترجع قيمة هذا الكتاب إلى أن مؤلفه قد عرض فيه الكثير من الأمراض ووصف علاجها مع ملاحظات مبتكرة في تشخيص نوع المرض ووصف العلاج له، ومن ابتكارات ابن سينا في هذا الكتاب تعرضه لخصائص العدوى في أمراض الرئة والأمراض التناسلية والاضطرابات العصبية والنفسية عن طريق تحليلاته التي يعد مذهبه فيها منهجا قائما بذاته.