وفلسطين وكثير من إمارات الخليج العربي واليمن، وبدأ الاستعمار يتعامل بأسلوب جديد مع شعوب هذه المناطق، حيث عمل على إضعاف روح المقاومة في نفوس المسلمين؛ ليجعل منهم شعوبا قابلة للاستعمار فكرا وثقافة وحضارة وعقيدة، وهذا أخطر ما أصيب به العالم الإسلامي؛ قابليته للاستعمار بأشكاله وأساليبه الحديثة والمعاصرة، وكان من أهم وسائل الاستعمار في ذلك ما يلي:
أ- التشكيك في ماضي هذه الأمة، في تراثها وحضارتها، حتى إذا فقد المسلم ثقته في نفسه أخذ يبحث له عن هوية وانتماء يعيد به ثقته في نفسه ويجد فيه الأمان المفقود، فيرتمي في أحضان الغرب تقليدا واتباعا، وظهرت مصطلحات: التنوير، التقدمية، كمبررات لتقليد الغرب والارتقاء في أحضانه.
ب- وضع مفاهيم جديدة وطرحها على الرأي العام خلال أجهزة الإعلام التي نجح الاستعمار في استقطاب كثير من العاملين بها؛ ليقوموا نيابة عنهم بهذه المهمة، بقصد إضعاف روح الانتماء الإسلامي والعربي، فطرحوا الفكر القومي بدلا من الانتماء الإسلامي، وعملوا على إحياء الفرعونية في مصر، والفينيقية والآشورية في بلاد العراق والشام، والكردية والفارسية والتركية كلٌّ في موطنه، بعد أن كانت هذه الأقطار المترامية يجمعها رباط واحد هو الإسلام، وخلافة واحدة هي الخلافة العثمانية، ولقد روج المستشرقون ومن سار في ركبهم لهذه الروح الجاهلية التي كان القضاء عليها هدفا من أهداف الإسلام وانفراط عقد