على سبيل العموم كان أسوأ هؤلاء جميعا هم المستشرقون اليهود، فمنهم من يتهم الإسلام بأنه دين فرضه محمد وأتباعه بقوة السيف والحروب.
وفيهم من ينكر نبوة محمد أصلا، ويرى أن ما جاء به من تعاليم قرآنية أخذها عن أحبار اليهود وكهنة النصارى.
ومن المستشرقين من يتهم إله المسلمين بأنه متعالٍ جبار بينما إله النصارى عطوف ودود متواضع ظهر الناس في صورة واحد منهم وهو عيسى ابن مريم، ولا يكاد يخلو كتاب استشراقي يتصل بالإسلام ونبيه إلا وهو يقطر سما وحقدا على الإسلام والمسلمين، ويفصح بعض المستشرقين عن هذا الحقد المعلن في تعليق صريح له، على الحملات الصليبية فيقول: وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب، وانتصر الإنجيل على القرآن، وعلى ما تضمنه من قوانين الأخلاق الساذجة.
وقد يطول بنا المقام لو أردنا التفضيل في موقف المستشرقين من الفكر الإسلامي وعلمائه، ولكننا سوف نقصر دراستنا هنا على نقاظ محددة أراها أكثر مناسبة للمقام حسب المساحة المحددة لنا في هذا الكتاب.