وتفصيلا، وهذا بالطبع سوف ينسحب على موقفهم من القرآن الكريم ومن مصدره الإلهي.
يقول غوستاف لوبون: يجب اعتبار محمد من فضيلة المتهوسين من الناحية العلمية كأكبر مؤسسي الديانات، ولا تعجب لذلك؛ فلم يكن ذوو المزاج البارد من المفكرين هم الذين ينشؤون الديانات، ويقودون الناس، وإنما أولو الهوس هم الذين مثلوا هذا الدور وهم الذين أقاموا الأديان وهدموا الدول.. وقادوا البشرية.
ولقد وضع هذا المستشرق كتابه عن "حضارة العرب" وصرح فيه بآراء وأفكار تدل على جهله بالوحي والنبوة وطبيعة الحضارة الإسلامية، وبطبيعة الحياة الخاصة للرسل فهو يتهمه بالشهوانية في حياته الزوجية، ويترتب على هذا الإتهام مجموعة من الأحكام التي تدل على جهله بخصوصيات الرسول، ويجعل القرآن دليلًا على عبقرية الرسول وإبداعه أو يضعه في مكانة أدنى من كتب الهندوس الدينية، ويرى أنه كتاب مؤقت بعصره لا يحقق حاجات الناس في عصور لاحقة بل يجعله السبب في تخلف المسلمين.
د- أما جولد تسيهر فقد وضع كتابه عن "مذاهب التفسير الإسلامي"، ونسب فيه المعرفة التي تلقاها محمد عن مصدرين؛ إذ يقول: فتبشير النبي العربي ليس إلا مزيجا من معارف وآراء دينية عرفها بفضل اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية التي تأثر بها تأثرا عميقا والتي رآها جديرة بأن توقظ في بني وطنه عاطفة