من المناسبات، ولكنهم الرسل، وحاشا لواحد منهم أن يكون غير ذلك فالله أعلم حيث يجعل رسالته.
أما الأمر الثاني: فهو دلالة هذا النص القرآني على ألوهية مصدره ودلالته على أنه من عند الله وليس من قول البشر، والذي له صلة بالقرآن يعلم تماما أن ذلك هو حق اليقين.
ثانيًا: إن القرآن يشتمل على كثير من مواقف اللوم والعتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في أمور كان يتصرف فيها الرسول من واقع بشريته الخالصة، فكان ينزل القرآن معاتبا للرسول على ما فعل، حدث ذلك في موقفه صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم، حين انصرف عنه الرسول إلى غيره، فنزل قوله تعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} ... إلخ الآيات [عبس: ١-٤] .
وحدث ذلك في شأن أسرى بدر، حين أوشك الرسول أن يأخذ الفدية من الأسرى ويطلق سراحهم، فنزل الوحي مخالفا لرأي الرسول ومعاتبا له بقوله:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[الأنفال: ٦٧] .